عدسات لتصحيح العيوب الانكسارية Correcting of refractive error
كما مر سابقاً في موضوع المقارنة بين العدسات اللاصقة والنظارة الطبية والخصائص التي تتميز بها العدسات اللاصقة عن النظارة الطبية فيما يتعلق بتصحيح العيوب الإنكسارية، ويتم تصنيف العدسات اللاصقة المستخدمة لهدف تصحيح العيوب الإنكسارية وفق الأنواع التالية :
1 – العدسات اللاصقة الكروية Spherical contact lenses
يقسم هذا النوع إلى نوعين أساسين وهما :
– عدسات لتصحيح قصر النظر Myopia
– عدسات لتصحيح طول النظر Hyperopia
2 – العدسات الحيدية Toric contact lenses
3 – العدسات ثنائية البؤرة Bifocal contact lenses
العدسات اللاصقة الكروية Spherical contact lenses
العدسات اللاصقة الكروية Spherical C.L تصحح الخطأ الإنكساري الموجود على كامل سطح القرنية، وفي حال كان هذا الخطأ بسيط فإن استخدام النظارة الطبية يعتبر أفضل، لأنها لا تحتاج إلى الكثير من العناية والجهد في المحافظة عليها، ولكن في الأخطاء الإنكسارية الكروية العالية High Spherical refractive errors فإن العدسة اللاصقة هي الأفضل وذلك للأسباب التالية :
1 – محدودية حقل الرؤية limitation of visual field بحدود عينية إطار النظارة.
2 – التأثير الموشوري prism effect عند النظر من أطراف عدسة النظارة .
3 – اختلاف حجم الصور different size image بحسب قوة ونوع عدسة النظارة .
4 – حدوث زوغان لوني chromatic ape ration .
5 – ثقل وزن النظارة ومعانات الشخص عند نقاط الارتكاز على الأنف والأذن .
6 – احتمال حدوث ازدواجية diplopia في حال تفاوت درجات النظر الكبير بين العينين نتيجة اختلاف حجم الصور، والذي يمكن أن يصل إلى درجة فقدان إبصار العينين الموحد loss binocular signal vision أو الاكتفاء بالتعويض الجزئي للنظر .
ويعتبر الضعف الكروي من نوع قصر النظر Myopia والذي تقع فيه الصورة أمام الشبكية هو الأكثر انتشاراً، أما طول النظر hyperopia والذي تقع فيه الصورة خلف الشبكية فهو أقل انتشاراً وهو خاص بالنظر البعيد (المسافات) Distance ويصيب مختلف الفئات العمرية ويختلف عن طول النظر الشيخوخي Presbyopia المتعلق بالنظر للقريب فقط.
العدسات الحيدية Toric contact lenses
في حال كان الضعف على جزء من القرنية أو ضعف متفاوت من جزء إلى أخر على القرنية فإن العدسات اللاصقة الكروية لا تعتبر هي العدسات الأنسب، إنما هناك عدسات أخرى متعلقة باللابؤرية Astigmatism ، والتي تسمى اصطلاحاً عدسات لاصقة حيدية Toric C.L .
في تصميم هذا النوع من العدسات اللاصقة نلاحظ ما يلي :
1 – المنطقة البصرية Optical zone : وهي المنطقة التي تحتوي القوة المطلوبة لتصحيح النظر وفق الضعف الموجود على القرنية .
2 – نقاط الاتزان Zone of Stability : هذه النقاط تعمل على ضبط إتزان العدسة وفق محور الانحراف Astigmatism axis المطلوب .
3 – علامة استدلالية Scribe Mark : وهي عبارة عن خطين دقيقين للاستدلال على محور الانحراف Astigmatism axis .
4 – منطقة الأقل ثقلاً Minimal pressure zone : هذه المنطقة مصممة للمحافظة على وضع العدسة بحيث تبقى هي في الأعلى .
5 – منطقة الانحدار المتزايد Accelerated slope : تعمل هذه المنطقة مع أجزاء العدسة الآخرى الخاصة بالاتزان العدسة على إعادة العدسة إلى موضعها المطلوب في حال حدث لها دوران أثناء الاستخدام، وذلك بهدف ابقاء محور العدسة وفق محور الانحراف المطلوب لتصحيح ضعف النظر.
العدسات ثنائية البؤرة Bifocal contact lenses
هناك حالات يعاني فيها الشخص من ضعف نظر للمسافات Distance ، وعند تجاوزه سن الأربعين يصاب أيضاً بطول النظر الشيخوخي (قصو البصر) Presbyopia .
في هذه الحالة يحتاج إلى عدسة لاصقة لتصحيح النظر للبعيد، مع استخدام نظارة قراءة تتناسب مع قوة العدسة اللاصقة المستخدمة للبعيد، حيث يستخدم النظارة فقط عند القراءة والأعمال القريبة التي تتراوح ما بين 30cm إلى 40cm .
وفي حال رغب الشخص في عدم استخدام نظارة طبية بشكل نهائي فعليه استخدام عدسات لاصقة يمكنها تصحيح ضعف النظر للبعيد والقريب، وهذا النوع من العدسات اللاصقة يسمى Bifocal contact lenses .
على مبدأ العدسات ثنائية البؤرة هناك عدسات متعددة البؤرة Multi focal ، تستخدم للقريب والبعيد.
العدسات الإهليلجية Elliptical lenses
تشير الأبحاث التي تم إجراؤها على القرنية إلى أن انحناء تضاريس القرنية وخاصة محيطها فيغلب عليه شكل القطع المكافئ أو الأهليلجي، وأدت الرغبة الملحة في تصميم عدسة لا تبرز فيها المناطق الانتقالية بين الانحناءات المتعددة إلى تصميم عدسات اهليلجية سهلة التثبيت ومريحة للمريض حيث تنزلق بسهولة لتأخذ وضعها بشكل متزن ومعتدل الحركة .
ويتوفر منها عدسات اهليليجية لينة Soft elliptical C.L مصنعة من مادة بولي هيدروكسي ميثاكريليت PHEMA ، وتعتبر هذه العدسة مقاومة بشكل جيد للتلوث وتتصف بثباتها واتزانها الجيد، كما يمكن أن تصحح درجات تصل إلى 20,00D ، وتصنع بأقطار مختلفة .
وهناك عدسات اهليليجية صلبة مصنعة من مادة بولي ميثا مثياكريليت، أو عدسات شبه صلبة استخدم في تصنيعها مادة سليلوز خلات الزبدة CAB النفوذة للأكسجين، وأثبت هذا النوع نجاحاً كبيراً، لما وفره للمرضى من راحة في الاستخدام بسبب نفاذية العدسة للأوكسجين وقلة احتكاكها مع سطح القرنية .
هذا بالنسبة لاستخدام العدسات اللاصقة Contact lenses التي توضع على القرنية لهدف تصحيح العيوب الإنكسارية ،Refractive error ولكن هناك عدسات أخرى تستخدم لتصحيح العيوب الإنكسارية في العين ولكنها لا توضع على القرنية، إنما داخل العين وفي مواضع مختلفة بدأت زراعة العدسات داخل العين عام 1949 ، وفتح التقدم التقني الجراحي الباب أمامها للانتشار في سبعينات القرن الماضي، وتعتبر من الخيارات المتاحة لتصحيح العيوب الإنكسارية حيث يتم تصحيح قصر النظر Myopia للدرجات التي تزيد عن _ 8,00D ، أما طول النظر Hyperopia فتستخدم لتصحيح الدرجات التي تزيد عن +4,00D ، والحالات المتقدمة أيضاً من حرج البصر( الانحراف ) Astigmatism ، وتعتبر خيار جيد في الحالات
التي تكون فيها سماكة القرنية غير مناسبة لإجراء عمليات تصحيح النظر من خلال الليزر .
ويوجد ثلاثة أنواع من العدسات التي يتم تثبيتها داخل العين، النوع الأول توضع فيه العدسة في الحجرة الأمامية ANT chamber ، والتي تقع أمام القزحية وخلف القرنية، ويرتكز فيها هذا النوع على زاوية الحجرة الأمامية، والنوع الثاني توضع العدسة أيضا في الحجرة الأمامية ولكنها ترتكز على أنسجة القزحية، أما النوع الثالث فتوضع العدسة في الحجرة الخلفية POST chamber ، والتي تقع أمام العدسة وخلف القزحية، وبسبب مزايا زراعة العدسة في الحجرة الخلفية وما توفره من استقرار وندرة في المضاعفات أصبح النوع الثالث هو الأكثر انتشاراً في تصحيح العيوب الإنكسارية من خلال زراعة العدسات داخل العين، الذي يطلق عليه اسم Implantable contact lenses ، واختصاراً ICL .
تصنع هذه العدسات من مادة كولامير Collaamer ، وهي مادة تتكون من الكولاجين الصافي والتي تتصف بمطابقتها الحيوية العالية، حيث يتقبلها الجسم مدى الحياة بشكل جيد، بسبب مماثلتها تقريبا للعدسة البشرية، وتتصف بأدائها البصري الممتاز بسبب نفوذيتها العالية للضوء وسطحها المضاد للانعكاس، كما يمكن طيها وإدخالها إلى العين بسبب مرونتها ورطوبتها، كل هذه المواصفات تساعد على استقرار العدسة داخل العين وأدائها وظيفتها بشكل جيد ولا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة بعد الزراعة.
في معظم الحالات تتم زراعة هذا النوع من العدسات تحت تأثير التخدير الموضوعي، من خلال الميكروسكوب الجراحي، حيث يتم طي العدسة وإدخالها داخل العين عن طريق محقن من خلال فتحة صغير جداً، حيث تنفرد العدسة داخل العين لتأخذ وضعها النهائي بين القزحية وعدسة العين الطبيعية في حالة التثبيت في الحجرة الخلفية، أو تأخذ وضعها على القزحية في حالة الزراعة في الحجرة الأمامية .
كما يوجد إجراء حديث يتمثل في زراعة عدسة داخلية في القرنية، ويستعمل هذا الإجراء لعلاج طول النظر Hyperopia وقصر النظر Myopia ، من خلال وضع عدسة شفافة رقيقة جداً بين طبقات القرنية ثم تعاد القرنية لوضعها الطبيعي، حيث لا يتم إزالة أنسجة القرنية إنما تضاف العدسة إليها، لذلك يمكن إزالتها عند الحاجة من غير مشاكل، ويمكن التنبؤ بنتائجها، وتعديلها حسب الحاجة، كما هو الحال في جراحة الليزيك.
وأما في حالة الماء الأبيض Cataract فيتم وضع عدسة بعد إزالة عدسة العين المصابة بالماء الأبيض، وهذا النوع مختلف عن الأنواع السابقة، حيث يكون الهدف من العدسة الاصطناعية تعويض العين عن القوة التي فقدتها جراء إزالة عدسة العين Lens ، ويعطي هذا الإجراء نتاج جيدة أفضل كما تقدمت التقنيات الطبية في مثل هذا النوع من العلاج .