الإدراك الحسي البصري VISUAL PERCEPTION
يمتلك الإنسان أنواع مختلفة من الحواس Sense هي الحواس الخمسة التي تشمل البصر والسمع والشم والذوق واللمس، ولكل نوع من هذه الحواس تنبيه خاص به.
والإدراك Perception مصطلح يطلق على العمليات العقلية التي يتم من خلالها التعرف على العالم الخارجي المدرك، وذلك عن طريق المثيرات الحسية المختلفة.
العديد من علماء النفس المعرفي يصرحون أننا كبشر عندما نتجول في العالم المحيط بنا، إنما نبني نموذجنا الخاص لكيفية سير هذا العالم ونحن نحس بعالمنا الموضوعي الحقيقي، لكن إحساساتنا يتم إسقاطها ( تحويلها ) إلى مدرَكات مؤقتة احتياطية provisional ، كما ونكون العديد من الفرضيات العلمية المؤقتة لحين إثباتها أو دحضها، وعندما نستقبل معلومات حسية جديدة تتغير مدركاتنا وفقا لهاً.
ويمكن القول أن الإدراك الحسي بصفة عامة هو تفسير التنبيهات الحسية التي تستقبلها الحواس المختلفة، وإضفاء معنى عليها وفقاً لخبرة الفرد السابقة بهذه التنبيهات.
وفي ضوء النظرية الوظيفية يعرف الإحساس بأنة العملية أو النشاط الحسي المتغير الذي يمكن من خلاله الوعي بالمنبهات الخارجية أو الداخلية مثل الألوان والأصوات والروائح… الخ.
وينظر المتخصصون إلى الإحساس على أنه عملية استقبال أو تجميع للمعطيات الحسية التي ترد إلى الجهاز العصبي المركزي عن طريق أعضاء الحس المختلفة، وبذلك يعتبرون أن الإحساس هو حلقة وصل بين المنبهات الخارجية أو الداخلية وبين عملية إدراكها.

و تتم عملية الإدراك الحسي على مراحل وهي :
1 – الإحساس بمصدر التنبيه من خلال الطاقة التي تؤثر على الخلايا الحسية، والتي بدورها تستقبل هذا التنبيه، وتختلف المستقبلات من حاسة إلى آخرى.
2 – مرحلة تحويل التنبيهات إلى نبضات عصبية من خلال الخلايا الحسية.
3 – نقل النبضات العصبية إلى المراكز العصبية الخاصة بكل نوع في القشرة المخية.
4 – معالجة النبضات العصبية في المراكز العصبية وإدراكها وإضافة معنى لها.
وحتى يتم الإدراك لا بد من توفر طاقة كافية من التنبيه، وأقل مقدار من الطاقة اللازمة لحدوث التنبيه تسمى بالعتبة المطلقة.
يعتبر الإحساس البصري Visual sensation من أهم أنواع الاحساس، ويشبهونه بالنافذة التي نطل من خلالها على العالم الخارجي، ونتعرف من خلالها على الأشكال والأحجام والألوان المختلفة، ويساعدنا هذا النوع من الإحساس في ممارسة أمورنا اليومية وتجنب الأخطار المحيطة بنا والاستمتاع بالجمال من حولنا والتواصل مع الآخرين.
وبعد هذه المقدمة ننتقل إلى التعمق في موضوع الإدراك الحسي البصري لدى الإنسان.
يعتبر الضوء light هو المنبه لحاسة البصر، وبالتالي تعتبر المستقبلات الحسية بمثابة مستقبلات ضوئية، وتنقسم هذه المستقبلات إلى نوعين وهما :
1 – العصي Rods : يكثر تواجدها في أطراف الشبكية، وتنشط في الضوء القليل (الليل) وتعطي معلومات مبهمة وغير واضحة.
2 – المخاريط Cons : يكثر تواجدها في مركز الشبكية، وتنشط في الضوء القوي (النهار) وتعطي معلومات عن الأشكال والألوان والأحجام والحركة والمسافة والعمق.
والضوء هو جزء بسيط من الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يملأ الفراغ، ويتكون من جزيئات صغيرة جداً تسمى بالفوتونات، والفوتون photon أصغر وحدة للطاقة، وتقاس شدة الضوء بعدد الفوتونات التي يحملها.
تجتمع الفوتونات لتسير على شكل أمواج ضوئية مستقيمة أو متذبذبة ولها أطوال مختلفة، وتقاس أطوال الموجات الضوئية بالنانومتر nanometer ، والذي يساوي واحد على بليون من المتر.
يتراوح الطول الموجي للضوء المرئي visible light بالنسبة للإنسان ما بين ( 700 – 400 ( نانوميتر، وهو المجال المتد ما بين اللون البنفسجي 400 نانو ميتر إلى اللون الأحمر 700 نانوميتر، وخارج هذا النطاق توجد الأشعة الغيرمرئية بالنسبة للإنسان وهي الأشعة فوق البنفسجية UV والأشعة تحت الحمراء IR وغيرها .