الكسل البصري Amblyopia
الكسل البصري Amblyopia ضعف بصري في عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعي منذ الولادة وخلال مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة تجاهل الدماغ الصورة الغير واضحة من هذه العين.
في الوضع الطبيعي تتطور القدرة البصرية للأطفال منذ الولادة وتكتمل مع الأعوام الثلاث الأولى، وفي حال حدوث خلل يعيق عملية التطور ولم يتم معالجته قبل بلوغ سن التاسعة تصاب العين بالكسل، لأن القدرة البصرية تبقى قابلة للتغير خلال السنوات التسع الأولى إلى غاية الثانية عشر في بعض الحالات، وتسمى العين المصابة بالعين الكسولة lazy eye ،، ويصيب نسبة تقدر ب % 4، وهي نسبة ليست بالقليلة لذلك يجب الانتباه وفحص الأطفال في سن الطفولة المبكرة لتدارك الوضع في حال الإصابة، ونادراً ما تكون الإصابة في العينين معاً.
أسباب الكسل البصري Causes of Amblyopia
هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذه الحالة :
1 – الحول Squint
2 – العيوب الانكسارية refractive error
3 – عوائق في مسار الرؤية مثل الساد (المياه البيضاء) cataract أو ارتخاء الجفن ptosis ، أو أي عائق يعيق وصول الصورة إلى الشبكية.
في الوضع الطبيعي ترسل كل عين صورة إلى مركز الرؤية في الدماغ، الذي يقوم بدمج الصورتين للحصول على صورة مجسمة واحدة للمشهد البصري. في حال كان هناك خلل في إحدى الصور، ونتيجة صعوبة دمج صورتين مختلفتين في الوضوح يلجأ الدماغ لدى الأطفال إلى تجاهل suppression الصورة الأقل وضوحاً، ويعتمد على العين التي ترسل له صورة واضحة، وبسبب هذا التجاهل تتوقف عملية تطور الرؤية لدى العين التي تم تجاهلها وبالتالي تصاب بالكسل، وفي هذه الحالة يكون الكسل في عين واحدة، وفي حال كان هناك عائق يحول دون تطور الرؤية في كلا العينين، مثل إصابتهما بالساد (المياه البيضاء) cataract يؤدي إهمال العلاج إلى إصابة كلا العينين بالكسل، وهي من الحالات النادرة.
أعراض الكسل البصري Symptoms of amblyopia
بشكل عام لا يوجد تغير في شكل العين نتيجة الإصابة بالكسل، و يتم اكتشاف الحالة من خلال فحص النظر و في الغالب يظهر اختلاف في القدرة البصرية بين كلا العينين.
في حال كان هناك أي من الأسباب الظاهرة مثل الحول أو الساد (المياه البيضاء) أو ارتخاء الجفن، فإنها تعد مؤشر مهم على احتمال الإصابة بالكسل، وضرورة الإسراع في العلاج.
علاج الكسل البصري Treatment of amblyopia
من أجل تصحيح حالات كسل العين فإنه لابد من دفع الطفل إلى استخدام عينه الكسولة وذلك من خلال ما يلي :
1 – يتم تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب بناء على شدة الكسل وعمر الطفل حيث يمكن أن تكون التغطية لأسابيع أو أشهر، بحسب الحالة، وفي بعض الحالات تتم عملية التغطية حتى بعد العلاج كإجراء وقائي للمحافظة على عملية تنشيط العين الضعيفة، ويمكن عوضاً عن التغطية أن تتم سنفرة عدسة النظارة بحيث لتصبح غير شفافة.
2 – تصحيح الأخطاء الانكسارية من خلال النظارة الطبية، حيث تكون هي السبب في كثير من حالات الكسل البصري.
3 – في بعض الحالات يتم وضع بعض القطرات أو عدسات خاصة في العين السليمة، مما يجعل الرؤية فيها غير واضحة، و هذا بدوره يدفع الطفل إلى استخدام العين الكسولة.
4 – في حال كان السبب هو إعاقة الرؤية، مثل الإصابة بالساد )المياه البيضاء( Cataract فإنه يتم معالجة هذه الإصابة ومن ثم علاج الكسل.
وفي حالات آخرى يتم علاج كسل العين قبل اجراء أي جراحة، كما في حالات الحول، وقد يستمر علاج الكسل حتى بعد الجراحة .
مضاعفات إهمال علاج الكسل البصري
1 – ضعف غير قابل للعلاج في العين المصابة وتصبح الرؤية فيها غير واضحة.
2 – إمكانية فقدان القدرة على إدراك عمق الأهداف المرئية بسبب الاعتماد على عين واحدة.
ويمكن لطبيب العيون القيام بتوجيه الوالدين حول العلاج المناسب، إلا أن المسؤولية تقع في المقام الأول على الأبوين فيما يتعلق بتنفيذ العلاج، وينبغي التواصل بشكل إيجابي مع الطفل لترغيبه بقبول تغطية العين السليمة، وهذا أمر غير بسيط بالنسبة للطفل، ولذلك ينبغي تجنب الضغط والتعنيف مع استخدام الترغيب والتوعية لتنفيذ العلاج.
كلما كان العلاج أسرع كانت النتائج أفضل، مع الأخذ بعين الاعتبار شدة الحالة وعمر الطفل، وإذا تجاوز سن اكتشاف الإصابة التاسعة من العمر يصبح العلاج في الغالب غير ناجح .
يعتبر علاج الكسل الناتج عن الحول أو العيوب الانكسارية هو الأكثر نجاحاً من الكسل الناتج عن إعاقة في مجال الرؤية مثل الماء الأبيض و تهدل الجفن.